الأربعاء, 28 ديسمبر 2011 23:05

رئيس الحكومة الانتقالية يعلن أنه سيعاد النظر في الاتفاقيات المبرمة مع الشركات الاجنبية

 ابلغ رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور عبدالرحيم الكيب مدير عام شركة إيني الايطالية للنفط والغاز السيد باولو سكاروني الذي استقبله الاربعاء 28 ديسمبر 2011 بمقر الحكومة في طرابلس ان الاتفاقيات المبرمة بين شركة ايني وحكومة النظام المنهار ستراجع ويعاد النظر فيها بما يتفق ومصلحة ليبيا قبل أن يتم استكمال تنفيذها.

 وشدد رئيس الحكومة الانتقالية خلال هذا اللقاء- الذي حضره النائب الثاني لرئيس الوزراء الدكتور عمر عبدالكريم ووزير النفط والغاز الدكتور عبدالرحمن بن يزة وعدد من أعضاء الوفد الإيطالي- على أن ليبيا الجديدة لن تقبل بمشاريع تملى عليها، وانه سيكون لها  دور فعال وكلمة في اختيار المشاريع وإقرارها، موضحا ان الحكومة تضع نصب أعينها مصلحة ليبيا أولا وأخيرا، منبها الى انه على الجميع احترام خيارات الشعب الليبي الذي استعاد بتضحيات ابنائه سيادته الكاملة على ارضه ومقدراته، بعد ان كانت رهينة ولعقود في يد الطاغية. 

 واستطرد الدكتور الكيب في توضيحه للدور المستقبلي للشركات الاجنبية الساعية للاستمرار في عمل في ليبيا قائلا "على الشركات الأجنبية التي كانت تعمل في ليبيا أن تثبت لليبيين أنها كانت شريكة لليبيا وليس للقذافي ونظامه" مبينا أنه على شركة إيني أن تثبت ذلك من خلال القيام بدور مميز في إعادة بناء المدن التي تم تدميرها من قبل قوات القذافي. وقد أعرب رئيس الحكومة الانتقالية عن بالغ أسفه للموقف السلبي الذي اتخذته معظم الشركات النفطية العاملة في ليبيا من ثورة الشعب الليبي ضد نظام الطاغية المنهار، رغم تقاسمها لثروة ليبيا مع الليبيين. مشيرا الى أنه كانت هناك فرص كبيرة امام هذه الشركات لمساعدة الليبيين في ثورتهم، ولكن هذه الشركات لم تستغل الفرص.

وابلغ مدير عام شركة إيني من جانبه السيد عبدالرحيم الكيب رغبة شركته في استئناف نشاطها في ليبيا واستكمال المشاريع المسندة لها بمقتضى اتفاقيتي عامي 2006 و 2010 مشيرا الى أن الشركة تعمل بشكل جيد وأن نشاطها سيعود لوضعه الطبيعي بحلول شهر يونيو القادم. وأوضح  ان الفضل في استعادة الشركة لنشاطها في ليبيا في وقت قياسي بعد توقف دام لأكثر من ستة أشهر يعود للمجلس الوطني الانتقالي الذي ذلل الكثير من المصاعب التي صادفت الشركة. وأكد السيد سكاروني على أهمية الغاز في حياة الانسان المعاصر، موضحا انه إذا تمت الاستفادة منه على النحو الأمثل وخاصة لتغطية الاحتياجات المحلية الليبية فإنه سيعود بالنفع على الليبيين بشكل كبير واقترح أن يتم توسيع الاستثمار في مجال الغاز. وفي سياق متصل، بحث الطرفان مشروع اتفاقية تعاون بين شركة إيني وليبيا في مشاريع إعادة البناء في ليبيا ،حيث قدم السيد سكاروني شرحا حول ما يمكن ان تقدمه شركته  في مجال إعادة البناء.

 وعبر السيد ساكاروني خلال هذا الاستقبال عن فخره وإعجابه بالثورة الليبية التي أزاحت اربعة عقود من الطغيان والفوضى، مؤكدا على أهمية وعمق العلاقات الليبية الإيطالية التي وصفها بالتاريخية معربا عن امله في أن تشهد العلاقات بين البلدين الصديقين تطورا هاما في المستقبل المنظور في ظل الدولة الليبية الجديدة القائمة على الديمقراطية والحكم المدني.

 من جانبه عبر الدكتور عبدالرحيم الكيب في ختام هذا اللقاء عن شكره وتقديره لضيوفه على هذه الزيارة، مؤكدا أن إيطاليا كانت ولا تزال دولة صديقة لليبيا رغم بعض الشوائب في تاريخ العلاقة مضيفا أن ايطاليا لديها ما تقدمه لليبيا في هذا الوقت الحساس. فيما أعرب السيد سكاروني عن سعادته بهذا اللقاء متعهدا بمراجعة الاتفاقيتين المذكورتين آنفا بما يتناسب والمصلحة الوطنية الليبية، وكذلك الحال بالنسبة للاتفاقيات المستقبلية.