الخميس, 08 مارس 2012 16:32

الصادق الغرياني: الفيدرالية هي بداية التقسيم، والتقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها مصادر الثروات

طرابلس 8 مارس 2012: نبه رئيس المجلس الأعلى للإفتاء الشيخ الصادق الغرياني من أن إعلان منطقة برقة إقليما فيدراليا اتحاديا هوبداية لتقسيم ليبيا، وابتعاد عن شرع الله، مناشدا كل الليبيين التمسك بتحكيم الشرع والحفاظ على وطنهم ليبيا واحدة...

وقال الشيخ الصادق الغرياني في بيان له بعنوان لا للمركزية، والفدرالية ليست الحل إن الفيدرالية هي بداية التقسيم، والتقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها مصادر الثروات، وهذا هوالذي يريده أعداء الإسلام لنا فرق تسد...

وأوضح أنه لا بد لنا أن ندرك أن التهميش الذي عانت منه المدن الليبية في الماضي - وإن كان حال بعض المدن فيه أسوأ من بعض - كان واقعا عانت منه كل ليبيا بنسب متفاوتة لصالح أسرة واحدة تملك كل شيء - سببه الظلم والاستبداد، وسوء الإدارة المتهالكة التي أوصلت ليبيا إلى أن يكون ترتيبها في تقرير المنظمة العالمية للشفافية في ذيل القائمة، ومن أكثر دول العالم فسادا، ولابد من إصلاح هذا الفساد الإداري العارم الذي يتمثل في صور كثيرة منها السلبية، والأنانية، وفساد الذمم، والمغالبة على المصالح، ونهب المال العام...

وأضاف رئيس المجلس الأعلى للإفتاء الشيخ الصادق الغرياني قائلا : إذا استمر الفساد ضاربا أطنابه فالفيدرالية لن تحل المشكلة، والشعور بالتهميش سيستمر، والمطالبة بمزيد من الإقليمية لن يتوقف، مؤكدا أنه كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام، لأن الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات، داعيا الجميع إلى الاعتصام بحبل الله والتمسك بتحكيم الشرع الحكيم الذي يقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقوله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)...

واعتبر الشيخ الصادق الغرياني أن الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هوالقضاء على الفساد الإداري المتفشي، وبفرض القانون، وإدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصِّر في عمله وتعاقبه...

وأشار إلى أن قياس ليبيا على فيدرالية الولايات المتحدة هومغالطة كبيرة، وخطأ فادح لأنهما ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا ولا تعداد السكان، فالمسافة بين بعض مدن الولايات المتحدة تصل إلى ست ساعات طيران، وتعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي...

وقال لوطلبنا ولايات فيدرالية تحت حكومة مركزية واحدة للوطن العربي من الرباط إلى أبوظبي حينها يكون القياس صحيحا، لكنَّ ذلك حلم أنى لنا به...

وناشد الليبيين الحفاظ على وطنهم قائلا يا أبناء ليبيا ارحموها، ولا تضيعوها بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب.