الأحد, 11 مارس 2012 18:57

كلمة عبد الرحيم الكيب في المؤتمرالوزاري الاقليمي حول امن الحدود

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب المعالي – الوزراء الكرام

أصحاب السعادة – رؤساء الوفود

السيدات والسادة – المندوبين وأعضاء الوفود

يسرني أن أرحب بحضرتكم اليوم في ليبيا الحرة .... ليبيا التي قدم شعبها البطل ثمناً غالياً من أجل الخلاص من عهد الظلم والفوضى وزعزعة الاستقرار الوطني والإقليمي والدولي.

أرحب بأصحاب المعالي والسعادة وزراء الدفاع والداخلية ، ورؤساء الأجهزة الأمنية من الدول الشقيقة مصر – تونس – السودان – تشاد – الجزائر – النيجر – مالي المغرب – موريتانبا شاكرا لهم تلبيتهم الدعوة التي قدمتها لهم الحكومة الجديدة وباسم الشعب الليبي .

أصحاب المعالي والسعادة نزلتم أهلا وحللتم سهلا في بلادكم الثاني ليبيا .

لقد ثار شعبنا الأبي ضد الاستبداد والقهر ومن أجل أن تتحقق في ليبيا معاني الكرامة والحرية والعدالة والأمن والرخاء .

ثورتنا تريد أيضاً أن تكون ليبيا عامل بناء واستقرار وأن نعمل على مد أواصر الثقة وحسن الجوار والتعاون على الخير وتحقيق الأمن المحلي والدولي .من أجل هذه المعاني والأهداف السامية وقف شبابنا أمام الدبابات والمدافع بصدور عارية وقدموا أرواحهم الطاهرة فداءً للوطن ومن أجل مستقبل مشرق .... نحن اليوم نمد أيدينا لكل جيراننا لنتعاون معاً للأخذ بكل الأسباب التي تعيد لوطننا دوره الطبيعي في خدمة البناء والتنمية والتقدم في كل المجالات .

لقد كان عهد الحكم المنهار عهداً مظلماَ مريباً في كل أفكاره وسياساته ، وكان مثار قلق وإزعاج لكل من عرفوه وتعاملوا معه .

إن الأحداث التاريخية الكبيرة تحدث تغييرات عميقة في حياة الشعوب ، وتفتح آفاقاً جديدة واعدة ، ولكن مراحل التحول تؤدي إلى أمور يجب طيها .

ليبيا تمر الآن بهذه المرحلة ولكن الجهود الجبارة لأبناء هذا الشعب وحكومته تقدمت بالبلاد خطوات حثيثة إلى الأمام ولقد قطعنا شوطاً كبيراً في سبيل إعادة الاستقرار والأمن وإعادة الحياة إلى دورها الطبيعي .

نحن الآن في طريق الإعداد للانتخابات وبناء المؤسسات الديمقراطية للبلاد التي تشهد على المستوى الشعبي حراكاً هائلاً على مستوى مؤسسات المجتمع  المدني ونشر ثقافة الحوار والمصالحة وحماية حقوق الإنسان.

على المستوى الإقليمي نُريد أن نبني علاقاتنا على أساس الثقة المتبادلة والتعاون البناء، نُريد أن يتحقق الأمن والتنمية والرخاء لنا ولجيراننا، ولكن ذلك يحتاج منا جميعاً إلى جهود صادقة ودائمة للتشاور، وتطوير الآليات المناسبة للوصول إلى تلك الأهداف.

لقد شهدت المناطق الحدودية في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً لنشاط مجموعات التهريب للبضائع الممنوعة مثل المخدرات والأسلحة كما لوحظ ازدياداً في نشاط مهربي المهاجرين غير الشرعيين والأدوية منتهية الصلاحية والمواد الغذائية والخمور.

أن جماعات إرهابية سوف تجد دائماً في المناطق الحدودية مناخاً مناسباً للتوغل وزعزعة الأمن أن لم نُكثف الجهود لكشف تلك الجماعات وتقييد أنشطتها.

إننا نعلم كذلك بأن العديد من الأفراد الفاريّن من العدالة من أزلام النظام المنهار والذين لجؤوا إلى بلدان الجوار يحبكون الخطط ويُنفقون الأموال التي سرقوها للإساءة إلى الشعب الليبي والأضرار بعلاقاتنا مع الجيران.

أن هذه الأنشطة تُهدد الأمن الإقليمي، وتُوجب عملياً مستوى أعلى من التعاون والتنسيق لإنهاء هذه المظاهر والتحركات.

ينبغي علينا أيضاً أن نُفعل التعاون بشكل أفضل مع المنظمات الدولية والإقليمية ، نحتاج إلى خطة عمل للتعاون الحدودي تتضمن إجراءات وتدابير أكثر دقة وفاعلية، وإنشاء آليات وهياكل مشتركة لتبادل المعلومات والخبرات وتكثيف الاتصالات في هذا الصدد.

أن ليبيا الجديدة تُعلق أهمية بالغة على بناء علاقات مبنية على الثقة والشفافية والتعاون البناء من أجل أمن وخير هذا الجزء من العالم.

أن هذه مسؤوليتنا جميعاً وواجبنا جميعاً من أجل مصلحة الجميع وأمن واستقرار الجميع .

كُلنا أمل أن يُفتح مؤتمركم هذا أفاقاً جديدة للتعاون الثنائي والإقليمي، وأن يًحقق لنا جميعاً ما نصبوا إليه من التوفيق والنجاح.

  أشكركم على حسن جهودكم، وأرجو لكم كل التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.