اكد رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور عبدالرحيم الكيب ونظيره الايطالي  مارلو مونتي – الذي وصل قبل ظهر اليوم الى طرابلس في زيارة رسمية لليبيا على رأس وفد رسمي تدوم يوما واحدا - أكدا على عمق العلاقات التاريخية التي تربط ليبيا وإيطاليا واستعداد حكومتيهما للعمل بكل جدية على تنميتها بما يخدم مصلحة البلدين وتطويرها لأفق أرحب وميادين اوسع. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيسا الحكومتين في طرابلس ظهر اليوم عقب جلسة مباحثات عقداها بحضور عدد من الوزراء من الحكومتين..

واوضح رئيس الحكومة الانتقالية في المؤتمر الصحفي الذي حضره عدد من اعضاء الحكومتين الليبية والايطالية، انه تم اليوم اعتماد "إعلان طرابلس" الذي يؤطر لرؤية جديدة للعلاقات بين البلدين تأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي شهدتها ليبيا الجديدة بعد تحررها من النظام المنهار. وقال الكيب إن زيارة رئيس الوزراء الايطالي لطرابلس أتاحت الفرصة لبحث أوجه التعاون القائم بين البلدين بما يعززه ويدفعه الى مسارات اوسع وبرؤية جديدة لا تقتصر على اعتبار ليبيا سوق استهلاكية بل شريك فاعل في صناعة التنمية وتوطين التقنية. وتابع إن "إعلان طرابلس" سيكون هو الأساس الذي ستبنى عليه العلاقات بين البلدين، مضيفا انه اتفق ونظيره الايطالي على ان المطالبات المشروعة قانونيا للبلدين تجاه بعضهما ستتم تسويتها بعد التحقق من قيمتها ومطابقتها للقانون. 

 وفيما يخص مجالات التعاون التي تم تناولها خلال مباحثات اليوم اوضح رئيس الحكومة الانتقالية ان المباحثات تناولت تعزيز التعاون في مختلف المجالات مشيرا الى الاتفاق على تشكيل لجان متخصصة لمتابعة التعاون في مجالات الصحة والتعليم والتدريب والتقنية والامن وحماية الحدود والاقتصاد والصيد البحري والمصارف والثقافة والتنقيب عن الآثار. وكشف الكيب عن اتفاق بين الطرفين تستضيف بمقتضاه ايطاليا 1500 من جرحى الثورة لتلقي العلاج وإعادة التأهيل في المستشفيات والمراكز الايطالية المتخصصة وذلك في غضون الستة أشهر القادمة. كما أعلن عن إنشاء إدارة الكترونية متكاملة للسيطرة على الحدود ومراقبتها بالتعاون مع الجانب الايطالي الذي سيلتزم بتوفير المعدات اللازمة وتدريب العناصر الليبية التي ستقوم بإدارتها مؤكدا على سيادة ليبيا الكاملة على إدارة هذه الشبكة.

 وفي رده على سؤال حول أسباب اعتماد "إعلان طرابلس" كإطار للعلاقات بين البلدين، أوضح رئيس الحكومة الانتقالية ان الحكومة الايطالية الجديدة لها رؤية متقدمة جدا للتعاون وتهتم بان تكون العلاقات الليبية الايطالية برؤية جديدة، وأن "إعلان طرابلس" يعكس هذه النظرة، مؤكدا ان العلاقات الليبية الايطالية ستشهد تطورا ملموسا في ظل الحكومتين الجديدتين وقال بالخصوص أن العلاقات بين البلدين لن تكون إلا قوية طالما انها تحترم السيادة الوطنية للبلدين.

وحول أفق المصالحة الوطنية وإعادة توطين المهجرين من بيوتهم ومدنهم جراء الفتنة القبلية والجهوية التي أشعل فتيلها النظام المنهار قبيل سقوطه أوضح الدكتور الكيب أن المصالحة الوطنية المدروسة بعناية ستسود كل ليبيا لأنها خيار لا فكاك منه وشرط أساسي لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية، مع التأكيد على ضمان الحقوق واستيفائها بالطرق القانونية، مشيرا إلى آن هناك من لا يقدر حجم الألم الذي حصل خلال حرب التحرير سواء على المستوى الإنساني أو الممتلكات. وحول ضمانات عدم حدوث انتهاكات لحقوق الانسان في ليبيا الجديدة، والتي كانت في عهد النظام المنهار معرضة لانتهاكات صارخة ودموية، اكد رئيس الحكومة الانتقالية ان احترام حقوق الانسان وحمايتها التي نصت عليها مختلف التشريعات الدولية تعد قضية محسومة وغير قابلة للنقاش وستكون محل تقدير واهتمام لكل الحكومات في ليبيا، موضحا ان حكومته المؤقتة لا يخولها القانون ابرام معاهدات طويلة المدى مع أطراف دولية، إلا ان هذه القضية التي كانت من أقوى الدوافع لثورة 17 فبراير لن تكون محل مساومة أو تلاعب في ليبيا الجديدة التي لن تحتاج لأية توجيه في هذا الخصوص من أي طرف.

واكد رئيس الوزراء الايطالي من جهته في هذا المؤتمر الصحفي على قوة وعمق العلاقات الليبية الايطالية الضاربة في أعماق التاريخ، مشيرا الى دور إيطاليا في إنجاح ثورة 17 فبراير التي نقلت ليبيا من اسر الدكتاتورية والطغيان الى آفاق الديمقراطية والتقدم والتنمية الحقيقية مؤكدا استعداد ايطاليا الدائم لدعم ليبيا في سياسيا واقتصاديا من اجل الانتقال الآمن نحو الديمقراطية والتقدم والاستقرار.

واستطرد رئيس الحكومة الايطالية موضحا انه أبدى لنظيره الليبي استعداد ايطاليا الراسخ للتعاون في مجال الأمن وسحب السلاح من الشارع ودمج الثوار في مؤسسات الأمن والجيش الليبي الجديدين، إضافة للتعاون في مجالات الصحة والتعليم والجمارك والصيد البحري وحماية المنشآت النفطية. كما أكد التزام ايطاليا باتفاقاتها المبرمة مع ليبيا في مجال مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بما فيها العمل على المساعدة في إعادة توطين المهاجرين في بلدانهم وبما يحفظ حقوقهم الإنسانية. وأكد مونتيه أن إعلان طرابلس الذي تم اعتماده اليوم يشكل القاعدة الصلبة للتعاون المكثف بين البلدين . وكشف رئيس الحكومة الايطالية عن اتفاق الطرفين على العمل على تحقيق توسيع قاعدة التعاون لتكون منطلقا لتعاون اقليمي يشمل الدول المطلة على البحر المتوسط.

على هامش المؤتمر الصحفي وتدشينا للتعاون المثمر بين البلدين قام رئيس الوزراء الايطالي بتسليم قطعة أثرية ليبية نادرة كانت سرقت في تسعينات القرن الماضي من ليبيا إلى وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية. وتعود القطعة الأثرية - وهي عبارة عن راس لإبنة احد اباطرة الرومان تدعى دوناتيلا مينور - الى القرن الأول الميلادي، وتم اكتشافها في الأربعينات من القرن الماضي قبل ان تختفي لتظهر للبيع في مزاد علني بالعاصمة البريطانية لندن حيث اشترتها شرطة مكافحة تهريب الآثار الايطالية لتعيدها الى موطنها الأصلي ليبيا.

نشرت في الاخبار

استقبل السيد رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور عبد الرحيم الكيب بمكتبه بمقر الحكومة مساء اليوم السفير الايطالي بطرابلس  .. وتناول اللقاء بحث العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها.

وقال وكيل وزارة الخارجية محمد عبد العزيز الذي حضر اللقاء في تصريح لوكالة الإنباء الليبية " لقد تم خلال هذا اللقاء تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين ، إضافة الى الإعداد لزيارة رئيس الوزراء الايطالي المقبلة لليبيا والتي ستبدأ يوم السبت المقبل.

وآشار الوكيل إلى أن زيارة رئيس الوزراء الايطالي المقبلة لطرابلس ستتركز حول  تعزيز التعاون  القائم بين ليبيا وايطاليا، لافتا إلى أن ايطاليا هي الدولة الأولى على مستوى الاتحاد الأوربي التي يربطها تعاون كبير بليبيا سواء على المستويين الاقتصادي و الأمني.

نشرت في الاخبار